الخميس، 21 سبتمبر 2017

قصة نجاح .. مشاركة حلم طلابي


قصة نجاح .. مشاركة حلم طلابي

إن الريادة تبدأ من حلم بحياة أفضل، مجتمع أفضل، صورة مشرقة، يؤمن بهذا الحلم أشخاص لديهم دافعية العمل والمثابرة وقبول التحدي .. الخطوة الأولى أن يوجد أشخاص لديهم الرغبة بالتحرك لإحداث تغيير ما حولهم، لأن التحرك لا يتم بمجرد الرغبة فقط وإنما يجب أن يعملوا على بناء قدارتهم ومهاراتهم على قيادة التحرك، ومن ثم ينهمكون في التنفيذ ولعب أدوار فاعلة، والعمل باستثمار الموارد المتاحة لديهم للوصول إلى حلمهم .. أنه حلم قيادات المجالس الطلابية في مديرية نجرة محافظة حجة.

لكن لن يتحقق ذلك الحلم إلا بتعزيز قدراتهم ومهاراتهم في التخطيط، والتواصل، والعمل ضمن فريق، واتخاذ القرارات وحل المشكلات، ومهارات التفاوض والحوار، والعمل الطوعي.. لتغني تجاربهم الحياتية، مما يزيد من فرص نجاحهم في حياتهم المستقبلية ووصولهم إلى حلمهم وحلمنا المنشود بأن يكون هناك قادة متحملين المسئولية وقادرين على إحداث التغيير إنطلاقا من ايماننا بأن الشباب هم أداة التطوير والتغيير لمستقبل أفضل وركيزة التنمية الشاملة في مجتمعنا المحلي، وهم استثمار ووقود الحاضر وحركته وقادة المستقبل وصناعه، والذين يمثلون نسبة 65% من إجمالي عدد السكان في اليمن.

وهنا كان تدخلنا في منظمة أدوار للتنمية الشبابية ADWAR بالشراكة مع المعهد الجمهوري الدوليIRI والصندوق الوطني الديمقراطي NED في مشاركة 115 شاب وشابة من قيادات المجالس الطلابية ومجالس الفصول في مدرستي عزي وقدم نجرة للتعليم الاساسي في محافظة حجة في الوصول لحلمهم بأن يكونوا أداء للتحرك والتغيير في مجتمعهم المحلي، وأن يكونوا قادة فاعلين يمتلكون المهارات في القيادة والاتصال والحوار والعمل الطوعي وإدارة المبادرات والتشبيك، بالإضافة إلى تمكينهم بتأسيس مبادرات طلابية ومجتمعية خاصة بهم يترجمون ما تدربوا عليه في تنفيذ حملات وجلسات توعوية على أرض الواقع، وذلك ضمن أنشطة مشروع تعزيز قدرات المجالس الطلابية بمحافظة حجه.
حاولنا نعمل استطلاع لقياس الرأي والأثر للمستهدفين في المشروع لنعرف إلى أي مدى استطاع المشروع وأنشطته في تعزيز قدرات أولئك القادة في المجالس الطلابية ومشاركتهم حلمهم الطلابي؟ باعتباره ذلك قصة نجاح متميزة.
ويمكننا القول إننا كنا في المشروع أداء ووسيلة لتفجير الطاقات المكبوتة الموجودة في أعماق القادة الطلاب الذين تم استهدافهم ... أولئك القادة الذين كانوا يحتاجون فقط تحديد لهم المسار الصحيح للانطلاق نحو تحقيق حلمهم بشكل مهني واحترافي يستطيعون من خلاله السير بشكل صحيح في تطوير عمل المجالس الطلابية وتقديم خدمات مجتمعية يشعرون من خلالها بأنهم صناع وأداء التغيير.
وبدأنا في استطلاع رأي مسئولي وأعضاء القيادة المحلية ومدراء المدرستين المستهدفة في مديرية نجره والذين أكدوا أن التدخلات التوعوية والمجتمعية التي تقوم بها منظمة أدوار للتنمية الشبابية بالمديرية في بالغ الأهمية من خلال سعيها لإكساب الطلاب مهارات تمكنهم تمثيل الطلاب والطالبات أمام الإدارة المدرسية ومساعدة زملائهم وحل مشاكلهم، وغرس حب المبادرة والعمل الطوعي والخدمة الاجتماعية، وإيجاد شراكة مع مجالس الآباء، إضافةً إلى تعزيز قدرات قيادات المجالس الطلابية وتنمية سلوكهم التعاوني والعمل الطوعي، وتطوير مهاراتهم القيادية والتواصل، والتعلم على تحمل مسؤولياتهم، ومعرفتهم أهمية الانتخابات والالتزام بمبدأ التنافس العادل ومبدأ الديمقراطية.

وانتقلنا إلى قياس الاثر لدى الطلبة المستهدفين، حيث كانت لنا وقفة مع الطالب طلال حسين الفضلي رئيس المجلس الطلابي بمدرسة عزي للتعليم الاساسي والثانوي، ورئيس مبادرة لأجلهم المدرسية التي تعتبر إحدى مخرجات المشروع، حيث قال وتعابير وجه مليئة بالسعادة والثقة بالنفس ”استطاعت أنشطة المشروع التي دامت ما يقارب الشهرين أن تعيد الامل لنا بأن تكون لنا بصمة لتفريغ طاقاتنا لخدمة مجتمعنا، ورفعت تقديرنا لذاتنا، وزادت من ثقتنا بأنفسنا لنقدم لمجتمعنا خدمات نشعر من خلالها بالإنجاز والجدارة والمكانة.."
وواصل "طلال" كلامة "لقد استفدنا كثيراً من الدورة التدريبية التي استمرت ثلاثة أيام من التدريب والعمل في المجموعات ولعب الأدوار والتطبيق ضمن التمارين والنقاشات لمحتويات الدورة وكإننا خلايا نحل تعمل طوال اليوم بدون كلل أو ملل مستمعين بما نقوم به .. نعم .. فقد استفدنا الكثير من المنهجيات والمعلومات خاصةً كيف ننمي مهاراتنا؟ وكيفية إعداد المبادرات والشبكات وإدارة المشاريع والانشطة...؟ وكيف نكون مبادرين ومتطوعين ومفكرين مبدعين وإيجابين...؟".
وسلطنا الضوء على الطالب عيسى صالح أحد المتدربين والمؤسسين "لمبادرة لأجلهم المدرسية" الذي أضاف بقوله "يخضع الكثير من الشباب لتدريب في مجال ما .. لكن ماذا يحصل ما بعد التدريب.؟!  مجاوبا: لا شيء ..!
تغيرت ملامح وجه من الحزن والحيرة إلى التفاؤل والامل، حيث قال: مشروع تعزيز قدرات المجالس الطلابية كان مختلف ونوعي ... لقد خضعنا لدورة تدريبية مكثفة ضمن أنشطة المشروع وكانت الدورة تحتوي على كل المعلومات التي تستهدف عملنا في تطوير انشطة المجالس الطلابية المدرسية .. وكيفية تأسيس المبادرات المجتمعية وإداراتها.. ولم يتوقف إلى هذا الحد بل أنه تم اعطاءنا المجال لتأسيس مبادرة لأجلهم المدرسية وتصميم هويتها وإعداد وتنفيذ أنشطتها، وتمكيننا في تنفيذ تلك انشطة توعوية استهدفت 70 طالب وطالبة ومشاركين/ات من المجتمع المحلي في النظافة الشخصية وغسل اليدين، والنقاش عن التفكير المبدع والتفكير الناقد، والتوعية بالوقاية من الكوليرا، بالإضافة الى تنفيذ حملات نظافة مدرسية، وورشة عمل في المهارات القيادية  لأعضاء مجالس الفصول  والتي تمكننا في المبادرة تطبيق ما تدربنا عليه ميدانيا وعلى الواقع".

وتوجهنا لمعرفة رأي  الاستاذه  "تهاني علي قاسم" أحد مؤسسي مبادرة مجتمعنا أوليتنا " إن المبادرة باعتبارها مخرج من مخرجات الدورة التدريبية قامت بتنفيذ العديد من الأنشطة التي استهدفت 85 طالب وطالبة ومشاركين/ات من المجتمع المحلي منها: جلسة نسائية عن النظافة الشخصية وغسل اليدين، وندوة في مجال الصحة (الكوليرا)وحملة صيانة للمقاعد المدرسية ، بالإضافة إلى انها ستنفذ خلال الاسابيع القادمة حملة نظافة مدرسية في مدرسة قدم نجرة للتعليم الاساسي والثانوي ... ما يؤكد أن المشروع الذي نفذته منظمة أدوار كان متكامل الاركان استطاع أن ينمي خبراتنا وقدراتنا أكثر في عملية التخطيط والإعداد والإدارة للأنشطة والمشاريع، وحقق نقلة نوعية للاستدامة والبحث عن تمويلات اخرى للمبادرة لتنفيذها انشطة لها قيمة وأثر في مجتمعنا المحلي.
وبهذا التنوع والتدخل المباشر تحول أولئك الطلاب والطالبات من مجموعة صغيرة يمثلون المجالس الطلابية ومجالس الآباء مكونة من 25  مشارك ومشاركة إلى 115 مشارك ومشاركة من قيادات مجالس الفصول المدرسية .. وصولاً إلى 272 مشارك ومشاركة ومستهدفين في أنشطة المشروع  وكأنها كرة ثلج صغيرة في أعلى التل تدحرجت وظلت تكبر وتكبر ومازالت .. فضلاً عن إعداد 16 خطة لأنشطة المجالس الطلابية ومجالس الفصول في مدرستي عزي وقدم نجره

وهنا ادركنا أنه عندما يحق لنا أن نتكلم أو نشير إلى العزيمة والإدارة  فإن العيون تشير إلى جيلنا القادم (الطلاب والطالبات) الذين أصبح همهم هم وطن يحتاجون فقط الفرصة والامكانيات البسيطة التي تجعلهم يخرجون ما بمكنونتهم من افكار وابداعات ساعية إلى  إحداث التغيير في مجتمعهم المحلي.
وبالرغم أنهم ما زالوا حلم صغير إلا أنهم اثبتوا أنهم كبار بوعيهم وتشخيصهم للواقع الذي يعيشونه ويعيشه مجتمعهم، واثبتوا أنهم كبار قادرين على تحمل المسئولية في التغيير بتفاعلهم وحماسهم ألا محدود في تقديم شيء بسيط لتنمية مجتمعهم.
نعم ... لقد استطاع مشروع تعزيز قدرات المجالس الطلابية في حجة بأن يشارك أحلام أولئك الطلاب والسعي معهم خطوة بخطوة إلى تحقيقها.. أولئك القادة الذي كان لنا الفخر بأن نعمل ونتشارك معهم ... وكان الابداع بأن نعلمهم ونتعلم منهم.. أولئك القادة الذي اجتمعت فيهم الريادة والاصرار والرغبة والدافعية والمثابرة لتحقيق حلمهم وحلمنا بأن تكون لهم قيمة في مدارسهم ومجتمعهم المحيط بهم وهو سر نجاح مشروع تعزيز قدرات قيادات المجالس الطلابية.

https://youtu.be/arvf9LGDi2U

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق